زواج المسيار

زواج المسيار

تعريفه : أن يتزوج الرجل بمرأة ثانية أو ثالثة أو رابعة على أن تبفى في بيت أهلها وتتنزازل عن حق السكن ويأتيها الرجل في أوقات مختلفة حسب الإتفاق والظروف المحيطة بهما .

سبب التسمية : هذا الاسم مستحدث وسببه أن المرأة تبقى في بيت أهلها ثم يسير إليها الرجل ثم يتركها ويعود ‘ليها وقت الحاجة ولا يلتزم لها لا بالقسم ولا بالنفقة ولا بالمبيت ولا بالسكنى .
حكمه :
اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال :
القول الأول الحل : بشرط أن يستوفي العقد الشروط المعتبرة وهي الولي ورضا الزوجين وحضور شاهدي عدل وسلامة الزوجين من الموانع الشرعية الخاصة بالزواج . وكذلك لا بد من إعلان النكاح وعدم إخفاءه . ويترتب عليه الحقوق الكاملة للأبناء .
وممن أفتى بذلك : الشيخ عبد العزيز بن باز ، وعبد العزيز آل الشيخ ، والشيخ يوسف المطلق ، والشيخ نصر فريد واصل .

القول الثاني الإباحة مع الكراهة:
وسبب الكراهة عندهم :
1. أنه يفتقر إلى تحقيق مقاصد الشريعة في الزواج من المودة والرحمة والسكن النفسي والإشراف على الأهل والأولاد والرعاية والتربية .
2. ولأن فيه إهانة للكرامة المرأة
وومن أفتي بذلك : الدكتور وهبة الزحيلي ، والدكتور يوسف القرضاوي والشيخ عبد اله بن منيع ،والشيخ سعود شريم امام المسجد الحرام .

القول الثالث أنه زواج محرم وهو الذي استقر عليه فتوى معظم العلماء المعاصرين وبه نقول :
وممن أفتى بذلك : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، والشيخ عبد العزيز السند المستشار باوزارة التعليم العالي بالسعودية ، والدكتور عجيل جاسم النشمي عميد كلية الشريعة بالكويت ، والدكتور محمد الزحيلي ، والدكتور محمد عبد الغفار الشريف عميد كلية الشريعة الأسلمي . والدكتور إبراهيم فاضل الدبو الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بسلطنة عمان ، والدكتور عمر الأشقر ، والدكتور جبر الفضيلات ، والدكتور على القرة داغي .
أدلتهم في ذلك :
1. أنه ضحكة ولعبة ومهانة للمرأة واستغلال لظروفها فلو تحقق لها الزواج العادي لما قبلت بهذا الزواج المسخ .
2. وهو وسيلة للفساق بأن يلعبوا باثنتين وثلاث وأربع وخمس ،ولا يقبل عليه إلا الرجال الجبناء .
3. أن هذا الزواج فيه استهانة بعقد الزواج وأن الفقهاء القدامى لم يتطرقوا اليه وأنه لا يوجد فيه أدنى ملمس من الصحة .
4. أن هذا العقد قد يتخذ ذريعة للفساد فقد تتخذه النساء والرجال وسيلة لارتكاب الفاحشة بدعوى أنهم متزوجون زواج مسيار .
5. إن عقد المسيار يتم بالسر في الغالب وهذا يحمل من المساوئ ما يكفي لمنعه .
6. أن عقد المسار يخالف مقاصد الشريعة التي تتمثل في تكوين أسرة مستقرة لأنه يؤدي لضياع الزوجة الأولاد وعدم متابعتهم .
7. إن المرأة في هذا الزواج عرضة للطلاق إذا طالبت بالنفقة وقد تنازلت عنها من قبل .
8. هذا الزواج يسبب لزوجة التسول والوقوع في الفاحشة خاصة بعد أن تنجب المرأة الأولاد فهي قد أسقطت حقها في النفقة . إذا فمن أين تنفق عليهم المرأة وهي لا تستطيع المطالبة بالنفقة من زوجها بعد أن أسقطت حقها من النفقة ، وهي إن طالبت بالنفقة فقد تتعرض للطلاق . وهذا قد يضطرها في التسول إن لم تجد عملا أو الوقوع في الفاحشة لتوفير لقمة عيش لأبنائها خاصة مع عدم مراقبة ومتابعة زوجها له لبعده عنها غالبا .
9. يترتب على هذا الزواج الإثم للزوج لأنه أوقع الضرر بالأولى لأنه سيذهب إلى الثانية بدون علمها وسيقضي وقتا ويعاشر هذه الزوجة على حساب وقت وحق الزوجة الأولى في المعاشرة .
10. وقال الدكتور عجيل النشمي : إن هذا الزواج يشبه زواج المحلل وزاج المتعة من حيث الصحة شكلا والحرمة شرعا .

وهكذا نرى أن زواج المسيار محرم شرعا لما تيترتب عليه من أضرار جسيمة بالمرأة والأولاد والمجتمع .

الشيخ / جواد درويش .