هذه الآية من جملة ماأدب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الإسراء وأرشد به خلقه..
إن كون الإنسان يعطى حظ من علم من دلالة توفيق الله له لكن الله يخاطب في هذه الآية أعلم الخلق بالله نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول له جل وعلا((ولاتقف ماليس لك به علم))الإسراء36.. وإن من أعظم الكذب أن يكذب الإنسان ويفتري على الرب تبارك وتعالى.. ومن رزق العلم الحق رزق الخشية ومن رزق الخشية خاف ان يقول على الله ماليس له به علم..
فبادره وخذ بالجد فيه***فإن أتاكه الله انتفعت
فإن أوتيت فيه طويل باع***وقال الناس إنك قد رؤست
فلا تأمن سؤال الله عنه*** بتوبيخ علمت فهل عملت
الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله يتوقف في مسألة وهو أعلم أهل زمانه...
ولقد أدركنا شيخنا الأمين الشنقيطي رحمه الله..صاحب أضواء البيان..في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عندنا أنه قد جاءه وفد من الكويت يسألونه مسائل شرعية والرجل في آخر حياته ولو قال قائل آنذاك أنه ليس على وجه الأرض آنذاك أحد أعلم منه لما ابتعد عن الصواب ومع ذلك لما سألوه قال :لا أدري لاأدري لاأدري،فلما أكثروا عليه غير هيئة جلسته ثم قال :أجيب فيها بكتاب الله فانتظر الناس الجواب فقال رحمه الله:أقول كما قال الله ((ولا تقف ماليس لك به علم))الإسراء36.. فلما اكثروا عليه رحمه الله قال:قال فلان كذا وقال فلان كذا وقال فلان كذا أما أنا فلا أحمل ذمتي من كلام الناس شيئا لاأدري..
هذا وهو هو في منزلته وعلمه رحمه الله تعالى.. والمقصود في هذا موعظة لكل من صدره الله لا يغتر بكثرة حضور الناس له،أو لايجب عليك أن تجيب إن كنت لاتعلم ولقد قالت الملائكة وهم الملائكة عند ربها((قالوا لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم))
ومن دلالة الخشية والتقوى أن لايقترب الإنسان هذه الحجز وأن يقف عند ماأوقفه الله جل وعلا عليه
فلا يقل على عينه مالم ترى ولايقل على سمعه مالم يسمع ولا يتحدث على لسانه مالم يقل ((إن السمع والبصر والفؤاد كل ألئك كان عنه مسؤولا))الإسراء36(منقول بتصرف)