شرح الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : المؤمن القوي خير واحب الي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير , احرص علي ما ينفعك . واستعن بالله ولا تعجز , وان اصابك شئ فلا تقل لو اني فعلت كذا , كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وماشاء الله فعل , فان تفتح عمل الشيطان , رواه مسلم .
يقول الشيخ السعدي رحمه الله ان الايمان يشمل العقائد القلبية والاقوال والافعال , كما هو مذهب اهل السنةوالجماعة فان الايمان بضع وسبعون شبعة اعلاها قول لااله الا الله واماطة الاذي عن الطريق والحياء شعبة منه وهذه الشعبة التي ترجع الي الاعمال الباطنة والظاهرة كلها , من الايمان فمن قام بها حق القيام وكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح , وكمل غيره بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر فهو المؤمن القوي الذي حاز اعلي مراتب الايمان , ومن لم يصل الي هذه المرتبة فهو المؤمن الضعيف .
ولما فاضل النبي صلي الله عليه وسلم بين المؤمنين قويهم وضعيفهم خشي عن توهم القدح في المفضول , فقال وفي كل خير , وفي هذا الاحتراز فائدة نفيسة وهي ان علي من فاضل بين الاشخاص او الاجناس او الاعمال ان يذكر وجه التفضيل وجهة التفضيل .. ويحترز بذكر الفضل المشترك بين الفاضل والمفضول , لئلا يتطرق القدح في المفضول .
وكذلك في الجانب الاخر اذا ذكرت مراتب الشر والاشرار , وذكر التفاوت بينهما فينبغي بعد ذلك ان يذكر القدر المشترك بينهما من اسباب الخير والشر وهذا كثير في الكتاب والسنة